Tuesday, May 31, 2005

لكل عصر رجاله - و ساعات عياله

ظُهر الأربعاء الأسود، تظهر الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة على شاشة الفضائية (و التي أخجل أن أصفها بالمصرية)، مثلها مثل غيرها من رموز الحزب، لتشيد بالمشاركة غير المسبوقة لسيدات مصر في الاستفتاء على تعديل الدستور.ـ

في تلك الأثناء، تُضرَب و تُسحَل و تُنتهك أعراض فتيات و سيدات مصر أمام ضريح سعد و أمام نقابة الصحفيين بأيدي بلطجية حزب الدكتورة فرخندة، و بمباركة - و أحيانا مشاركة - قوات الأمن التي انتشرت في أرجاء الجمهورية لتأمين "المشاركة غير المسبوقة" في ذلك اليوم التاريخي. و بالطبع ما زالت الدكتورة فرخندة تشيد و تؤيد و تبايع.ـ

صدقت الدكتورة فرخندة - و بالتأكيد عن غير قصد - عندما وصفت المشاركة "بغير المسبوقة"، فانتهاك الأعراض في الطريق العام هو أحدث صيحة في عالم الإصلاح السياسي بدون شك. و يبدو أن تلك "الموضة الجديدة"، و التي تمت تجربتها في الاستفتاء على أمل تعميمها في انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر، يبدو أنها من الشواهد على أن السلطة قد انتقلت بالفعل من جيل المعتقلات السياسية إلى جيل توصيل الانتهاكات للمنازل و الشوارع عملا بمبدأ الشفافية، و كله يبقى على عينك يا تاجر.ـ

و بمناسبة التجار، فمن المتوقع أن يرتفع سعر الصوت الانتخابي في انتخابات مجلس الشعب القادمة إلى ما لا يقل عن ورقة بمِيّة، و لذلك فعلى الإخوة العاطلين عن العمل أن يسارعوا باستخراج بطاقاتهم الانتخابية حتى لا تفوتهم سبوبة الانتخابات. و على من يبحث عن "أوفر تايم" محترم أن يتجه إلى أقرب ساحة شعبية و يفضل يشيل في حديد من هنا لنوفمبر، عسى أن ينضم إلى "كتائب السَحل و التقلّيع" التابعة لأعضاء الحزب بعد أن أثبتت تلك الكتائب فاعليتها في بروفة الاستفتاء.ـ

و علينا أن نعترف أيضا بفضل جيل لجنة السياسات في موضوع الكتائب ده. فبحسبة بسيطة عندنا 444 كرسي في المجلس، و في المتوسط سيكون هناك 5 منافسين على كل كرسي، و كل واحد لازم يعمل حسابه على ما بين 50 و 100 بلطجي، يعني موضوع الانتخابات ده حيبقى فيه قد 200,000 فرصة عمل لبلطجية المستقبل. و من المتوقع أن يصدر السيد وزير التعليم قراره بتنظيم مجموعات تقوية مجانية لطلبة المرحلة الثانوية في الأساليب الحديثة للانقضاض على المتظاهرات و الإيقاع بهن. كما بدأ السيد وزير الشباب مفاوضاته مع المافيا الإيطالية لشراء مدرب لمنتخبات البلطجية في المراحل السنية المختلفة، و قد صرح مصدر موثوق منه أن تارديللي المدرب السابق للمنتخب المصري لكرة القدم مرشح بقوة، و أهو اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش.ـ

و في ظل تلك التكاليف الباهظة و التي ستثقل كاهل ميزانية الدولة - ماهو ميزانية الدولة و ميزانية الحزب واحد - أتمنى أن تتفضل الدكتورة فرخندة هي و الأخوة و الأخوات أعضاء المجلس القومي للمرأة بتقديم استقالاتهم إلى السيدة "الفاضلة" رئيسة المجلس (ماهو بعد ما يستقيلوا مش حيبقى فاضل غيرها) بعد أن ثبت أن المرحلة القادمة لن تستوعب ذلك المجلس، و ترشيدا للنفقات و الأكاذيب. أما بالنسبة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، فمكانه الطبيعي في المرحلة القادمة هو هيئة الصرف الصحي.ـ

Tuesday, May 24, 2005

التوقعات المرئية

بعض الأسئلة المتوقعة في امتحان القبول في الشرق الأوسط الجديد:ـ


إذا قام السادة القضاة - على الرغم من إشرافهم الجزئي - بتسجيل تجاوزات في عملية الاستفتاء على الدستور - و هي بالطبع تجاوزات متوقعة، فهل من حق الأحزاب أن تطعن في نتيجة الاستفتاء؟ تعددت الأحكام في الماضي ببطلان عضوية العديد من أعضاء مجلس الشعب لتجاوزات في عملية التصويت، و لكن سيد قراره كان دائما فوق الدستور و القانون، فمن سيكون سيد قرار الدستور؟



هل ستتم الموافقة على تعديل الدستور بنفس نسبة النجاح في الثانوية العامة السنة اللي فاتت - بسم الله ما شاء الله 87,7% علمي و 82,3% أدبي - أم سيكون المسئول عن فبركة النتيجة من خارج وزارة التعليم؟


هل سيبقى الدكتور أحمد نظيف على رأيه بأن "الشعب المصري لم ينضج سياسيا بعد" حتى بعد أن يوافق الشعب " الغير ناضج" على الدستور "النُص سِوَى" و بعد أن يكتسح السيد الرئيس انتخابات الرئاسة؟


من سيكون رئيس تحرير الأهرام الجديد؟ و هل سيفقد إبراهيم نافع منصبي رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير أم سيحتفظ برئاسة مجلس الإدارة تخوفا من أن الرايح دايما بيكتّر من الفضايح؟


كم سيكون عدد المرشحين في الانتخابات الرئاسية القادمة؟ و كم سيكون سعر المرشّح في السوق، كرسيين لحزبه في مجلس الشعب القادم أم ثلاثة؟ و هل سيرشّح حيدر بغدادي نفسه عن الحزب الناصري في مقابل مقعد في المجلس بعد أن يبذل ما في وسعه ليسقط سقوطا ذريعا في انتخابات الرئاسة؟ و ماذا عن أحزاب الخضر و التكافل و الأمة (المعروف بحزب الطرابيش)؟


بعد تولي ممدوح البلتاجي وزارات السياحة و الإعلام و الشباب، هل ستكون الخطوة القادمة في سلمّه الوظيفي وزارة البيئة أم استمارة ستة؟


رتّب الأحداث - أو الحوادث - المستقبلية الآتية من الأقرب إلى الأبعد - هذا إن لم يكن كل شيء مرتبا بفعل فاعل:ـ


موافقة الشعب - من خلال الاستفتاء - على تعديل المادة 76 من الدستور المصري


إعلان بعض أحزاب الموالاة ترشيح رؤسائها لانتخابات الرئاسة، و بما أن حلف اليمين في القصر الجمهوري أبعد ما يكون عن أي منهم، فسيحلفون ميت يمين أن مبارك هو الأحق بالمنصب، و ما ترشيحهم لأنفسهم إلا إرساءً للعملية الديمقراطية


الحكم في قضية أيمن نور، و سيتوقف الحكم على بعض المتغيرات التي لا تمت للقضية بصلة


اكتساح مبارك لانتخابات الرئاسة في سبتمبر


اكتساح الحزب الوطني لانتخابات مجلس الشعب في نوفمبر


السماح لبعض الإسلاميين بتأسيس حزب مدني - ربما يكون حزب الوسط بناع أبو العلا ماضي - و ربما أيضا السماح بتأسيس حزب الكرامة بتاع حمدين صباحي


في الجزء الثاني من كلمته للتاريخ يفجر مبارك المفاجأة و يقرر أنه قرر أن يتنحى عن الرئاسة لإنه زهق من قرفنا


تخرج المظاهرات - التسعيرة لم تحدد بعد، و لكن السعر الرسمي حاليا هو 20 جنيه للراس - في أنحاء الجمهورية، البعض يرفع صور الأب و البعض يرفع صور الإبن و الكل يهتفون لمبارك


يرشح الحزب الوطني مبارك الإبن في انتخابات الرئاسة، و بما أن أي من الأحزاب لا يملك نسبة ال5% من مقاعد مجلس الشعب الجديد، يختار الحزب الوطني منافسا مستقلا لرئيس المستقبل علشان الأمريكان ما يزعلوش


يكتسح الإبن انتخابات الرئاسة - من شابه أباه ما ظلم - و يتم تنصيبه على عرش جمهورية مصر الوراثية، و بما أنه فلتة و سابق عصره يتم كل ده في 2006 مش 2011


الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين لأن الحكومة مش لاقية تأكّلهم


تحصل الحكومة على منحة لا ترد من جنوب أفريقيا لتعزيز مسيرة الديمقراطية، فتعيد المعتقلين السابقين إلى المعتقلات بعد أن حلّت مشكلة التموين


و أخيرا لهواة المظاهرات، تنصحكم الخارجية الأمريكية بتحديد موقفكم من المشاركة في أي مظاهرة عن طريق لعبة ملك ولا كتابة، بعد أن تم تغيير إسم اللعبة إلى "أوكرانيا ولا أوزبكستان"ـ

Thursday, May 19, 2005

أهلي .. زمالك .. كفاية .. حرام

الحمد لله، فجأة أصبحت لأحزاب المعارضة المصرية مواقف تتسم بالشعبية و الجماهيرية. أحزاب الوفد و التجمع و الناصري تدعو الشعب لمقاطعة الاستفتاء على تعديل الدستور، و الشعب طبعا يستجيب. الاستجابة ليست للشعبية العارمة لتلك الأحزاب في الشارع المصري لا سمح الله، فالكل يعلم أن عدد أعضاء الأحزاب الثلاثة مجتمعة أقل من عدد ممارسي رياضة التزلج على الجليد في مصر المحروسة. الحقيقة المرة هي أن الأحزاب طالبت الشعب بما تعوّد عليه لما يزيد عن نصف قرن، و طبعا الشعب ما صدّق، فمقاطعته المزمنة أصبحت الآن موقفا وطنيا تدعو له قوى المعارضة، و بالتالي أصبحت القعدة في البيت يوم الاستفتاء أشبه بحرق محمد هنيدي لعلم إسرائيل في الجامعة الأمريكية.ـ


إذن فقد عادت بنا المعارضة إلى نقطة الصفر. قد تكون الحسنة الوحيدة لهوجة التعديل الدستوري هي أن المياه الراكدة للشارع السياسي المصري قد بدأت في التحرك. تشكلت الحركات الشعبية مثل كفاية و سلام، و خرجت المظاهرات، و تحرك القضاة و بعض أعضاء هيئات تدريس الجامعات و أعضاء النقابات المهنية للضغط على النظام، و تساءل الكثيرون عن كيفية استخراج البطاقة الانتخابية. باختصار بدأ المارد في التململ في قمقمه، على أمل أن تصبح لديه القوة على الاندفاع خارجا عندما تحين الفرصة. و لكن بدلا من أن ندفع المارد إلى المزيد من التململ، إذا بنا نطالبه بأن يعود إلى النوم، ربما لخمسين سنة أخرى.ـ


و لكن هل ستغير المشاركة الشعبية شيئا من نتيجة الاستفتاء؟ طبعا لا. هل غيرّت المشاركة الشعبية شيئا من نتيجة الانتخابات في أوكرانيا مثلا؟ برضه لأ. و لكن اللي كلّفوا خاطرهم و شاركوا في انتخابات أوكرانيا هم من استطاعوا أن يسقطوا النظام. لم يسقطوه من أمام التليفزيونات و هم مستريحين في بيوتهم، و لكن أسقطوه في الشارع. طبعا الوضع في مصر مختلف عنه في أوكرانيا، و الاستفتاء على تعديل الدستور يختلف تماما عن انتخابات رئاسية تشارك بها معارضة قوية، و لكن من يقاطع اليوم لن يشارك غدا. ـ


فليتعاملوا مع الاستفتاء و كأنه فرصة مجانية للتظاهر الصامت، على الأقل لن يجدوا الأمن المركزي في انتظارهم. أما بالنسبة لنعم أو لا، فكل واحد حر. لو موافق عل التعديل - لا قدّر الله - إملأ الدائرة الخضراء، و لو مش موافق إملأ الدائرة السوداء. أما لو فضّلت أن تُبطل صوتك، فلك مطلق الحرية في أن تبطله بالطريقة اللي تعجبك. ممكن تكتب على الاستمارة "كفاية" مثلا. ممكن تكتب "أهلي" أو "زمالك"، و أهي تبقى فرصة نعرف حزب الأغلبية يبقى الأهلي ولا الزمالك. ممكن تستخدم شعارات الميكروباصات و عربات النقل الثقيل من أمثال "ماتبصليش بعين رضية بص للي اندفع فيّ". المهم بلاش كلام قبيح حتى لا يستخدمه الدكتور أحمد نظيف كدليل على "أننا لم ننضج سياسيا".ـ

Wednesday, May 11, 2005

القاهرة 2005 و محجوب عبد الدايم

الزمان: ظهر الثلاثاء العاشر من مايو 2005

المكان: مجلس الشعب - القاهرة

المشهد الأول:ـ
بعد أن عبّر كل من خالد محيي الدين (التجمع)، منير فخري عبد النور(الوفد) و أيمن نور(الغد) عن رفضهم لنَص تعديل المادة 76 من الدستور، إذا بحيدر بغدادي من الحزب الناصري يبدأ فاصلا من العزف المنفرد لسيمفونية "هشتكنا و بشتكنا يا ريّس" أعقبه بكونشيرتو "تسولوا في السيدة و الحسين بدلا من التسول من الأمريكان" مع تصفيق حاد من نواب الحزب الوطني
(فاصل من الهلس من نواب الحزب الوطني يتخلله مناوشات من المعارضة و الإخوان)

المشهد الثاني:ـ

يُعلن النائب عادل عيد أن ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري أبلغه تليفونيا بأن الحزب قد أصدر قراراً بفصل حيدر بغدادي من عضويته، فيقفز حيدر بغدادي من مقعده و يكذّب الخبر و يؤكد أن ضياء الدين داود لا يستطيع فصله

المشهد الثالث:ـ

ما أن جلس حيدر بغدادي حتى أعلن حسين مجاور من الهيئة البرلمانية للحزب الوطني عن تغييرين في النَص المقترح للتعديل. التغيير الأول بتاع ال250 بدل 300، و الهدف منه التغطية على التغيير الثاني و الذي يحدد صفة قيادات الأحزاب المستثناة من شروط الترشيح بأعضاء الهيئات العليا للأحزاب حتى تاريخه (العاشر من مايو 2005)، و بالتالي فمن حق حيدر بغدادي أن برشح نفسه للرئاسة عن الحزب الناصري - الذي فصله - وفقا لدستورنا المودرن.ـ

مشهد النهاية:ـ

حيدر بغدادي يعرض برنامجه الانتخابي في لقاء تليفزيوني مع عماد الدين أديب، و في الخلفية نفس القرنين الذين استخدمهما صلاح أبو سيف في المشهد الشهير لمحجوب عبد الدايم (حمدي أحمد) في فيلم القاهرة 30.ـ

Tuesday, May 10, 2005

الجولة الأولى

بين موضة المظاهرات و حمّى الاعتقالات، و بين الأنباء الواردة، من مصادر موثوق فيها بالطبع، بأن زيد أو عبيد قد قرر أن ينعم على الشعب المصري و يرشح نفسه ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه و يصبح أول مصري يخسر في انتخابات الرئاسة، و البيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية و الحزب الوطني بأن السيد الرئيس ما زال في انتظار أن يأتيه الهاتف في المنام ليحسم أمر ترشيحه (و قد صدرت تعليمات للهاتف بأن يتجه إلى البيه الصغير في حالة ما إذا سبقه عزرائيل إلى البيه الكبير)، بين كل تلك الأحداث المتسارعة نسينا، أو تناسينا، أن الجولة الأولى لصراعنا (أيوه، إحنا، السبعين مليون متفرج) مع النظام ستكون في الغالب أواخر هذا الشهر في الاستفتاء على التعديل الهزلي للمادة 76 من الدستور.ـ

الغريب، بل المريب، أن الجميع يتعاملون مع التعديل الدستوري و كأنه أصبح حقيقة واقعة لحظة أن أطلق السيد الرئيس صيحته الشهيرة "هل من مبارز؟!". و بما أننا شعب طيب، صدّق البعض النكتة، و لكنهم فجأة أدركوا الحقيقة مع الإعلان عن ضوابط الترشيح التي وضعها السادة أعضاء الحزب الوطني. أما حدوتة اللجنة المشرفة على الانتخابات و الشخصيات العامة - اللي برضه حيختارهم السادة أعضاء الحزب الوطني - و كل التفاصيل المملة و التي لا تصلح لأن تذكر في مادة من مواد الدستور، فتلك مهزلة أخرى. و بالمناسبة، يبدو أن الإصرار على "حشر" كل تلك التفاصيل في المادة 76 المعدلة بدلا من إصدارها في قانون مكمّل للدستور هو إجراء الهدف منه تجنب الطعن في دستورية الضوابط، فمن الممكن أن تطعن في دستورية أحد القوانين إذا ما تعارض مع الدستور، و لكن كيف لك أن تطعن في دستورية الدستور نفسه؟

عموما ما حدث كان متوقعا من الكثيرين ممن يؤمنون بأن سوء الظن، و خصوصا في نظامنا الحاكم، من حُسن الفِطن. الكارثة الحقيقية هي أننا حتى هذه اللحظة لم نرى أو نسمع أو نقرأ أية دعوة لرفض التعديل الدستوري في الاستفتاء القادم، و كأننا قد قررنا أن نتقبل الصفعة الجديدة بطيب خاطر. من الحسنات القليلة لهوجة التعديل الدستوري أن الكثيرين تحمسوا للمشاركة في العملية الانتخابية و المطلوب الآن ألا تفتر تلك الحماسة. الجولة الأولى في الصراع لن تكون في انتخابات (أو استفتاء) الرئاسة في سبتمبر القادم، و إنما في أواخر هذا الشهر و ستكون في صورة سؤال واحد بسيط: هل توافق على استحمار النظام لسبعين مليون مصري لإضفاء بعض الشرعية على جمهورية مصر الوراثية؟ لك مطلق الحرية في أن تجيب بنعم أو لا، أو أن تقعد في بيتكم على اعتبار أن من خرج من داره اتقل مقداره.ـ

Saturday, May 07, 2005

التعديلات الدستورية في الكاميرا الخفية

و أخيرا انتهى الإخوة نواب القروض و النقوط و المخدرات و التأشيرات و التلات ورقات من تفصيل المادة 76 موديل 2005. و الموديل الجديد هو أحدث صيحة في عالم الجمهوريات الوراثية الشهيرة بالدول العربية (باستثناء الملكيات - الوراثية برضه - طبعا). و قد صرح الدكتور سيد قراره بأنه روعي في موديل 2005 أن يكون أشيَك كثيرا من موديل 2000 إنتاج البرلمان السوري الشقيق، و الذي اضطر في عجالة لأن "يقيّف" الحد الأدنى لسن رئيس الجمهورية على مقاس الأسد الصغير، و ذلك بعد أن ثبت أن هذا الإجراء أسهل كثيرا من تزوير شهادة ميلاد جديدة لبشار، و بعد أن خدع الأسد الكبير الجميع و مات كام سنة بدري.ـ

و قد أعد السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية خطة محكمة لتسويق الموديل الجديد في الأسواق الأمريكية، و خاصة في مناطق البيت الأبيض و الكونجرس، حيث أنه من المعروف أن المنتجات الدستورية المصرية مخصصة للتصدير نظراً لانعدام الطلب على تلك المنتجات في سوق السياسة المصرية. أما في حالة "عصلجة" الجانب الأمريكي و رفضه للصفقة لرداءة المُنتج فسيحاول السيد رشيد رشيد وزير التجارة و الصناعة و وزير الدولة لشئون التطبيع أن يُمرر الصفقة من خلال اتفاقية الكويز، على اعتبار أن التلات ورقات التي يلعبها علينا المجلس الموقر ليل نهار قد "صنعت في إسرائيل".ـ

أما عن السادة مشاهدي برنامج الكاميرا الخفية، و الذين لم يدركوا حتى الآن أن كل من اشترك في المشهد الهزلي ليسوا سوى كومبارس أدوا أدوارهم بدقة لا تخلو من غباء معهود، و حسب سيناريو مشوّق مقتبس من أفلام رعاة البقر، فهؤلاء المشاهدون ما زالوا "متنّحين" أمام الشاشات. مازالوا يُمعنون النظر في تلك الوجوه المبتسمة دائما أمام الكاميرا - المفترض أن تكون خفية - منتظرين أن يقفز إلى الكادر ذلك البطل المنتظر الذي سيمسح بعماد أديب - أقصد زكية زكريا - أسفلت الشارع و ينتصر لكل المخدوعين الذين أوقعهم حظهم التعس في تلك المواقف المضحكة. و ما زال المخدوعون الحقيقيون يتزايدون أمام شاشات التليفزيون، و ما زال الكومبارس يسترزقون بابتساماتهم اللزجة، و ما زال المخرج مسيطرا على المشهد و على المشاهد، بينما يتم إعداد المخرج المساعد ليُكمل مسيرة الكاميرا الخفية المباركة.ـ