Saturday, April 02, 2005

جيل الإسم الثلاثي

ما أن تسمع أو تقرأ إسما ثلاثيا لشاب أو شابة من جيلنا الجديد - نسبيا - حتى تنسى الإسم الأول و تقفز إلى ذهنك صورة الأب. فبعد أن كانت الأسماء الثلاثية، و أحيانا الرباعية، تستخدم فقط في الأوراق الرسمية لزوم الروتين، أصبح الإسم الثلاثي من علامات عصر التوريث، و الذي تضاءلت فيه أهمية كفاءة الفرد بالمقارنة بكفاءة الأب.ـ

انتشرت الأسماء الثلاثية بسرعة في أوساط الممثلين و المخرجين و المطربين - مجازا- و لاعبى كرة القدم، بل و حتى في انتخابات مجلس إدارة نادي الزمالك. أما بالنسبة للأطباء فحدِّث و لا حرج، فمن المعروف أن أولى إرهاصات عصر التوريث جاءت من كليات الطب، و التي يحتكر فيها أبناء الأساتذة مناصب المعيدين بعد التخرج لضمان "الاستمرارية العائلية في الكلية". و طبعا عدوى كليات الطب بدأت في الانتشار إلى الكليات الأخرى، و ما حدِّش أحسن من حد - بالطبع أقصد الكليات، مش الطلبة. ـ

المهم أنه بعد كل هذا يستبعد البعض أن يمتد التوريث إلى الحكم. إذا كنا، كمجتمع، قد رضينا بالتوريث في الكثير من المجالات، فما وجه الدهشة إذا ما وجدنا أنفسنا قد عدنا إلى عصر الأُسر الفرعونية حيث تظل الأسرة في الحكم إلى أن تطيح بها أسرة أخرى. ساعتها سنسمي الأبناء خوفو أو خفرع، عسى أن يصبح أحد الأحفاد رئيس حي الهرم.ـ

0 Comments:

Post a Comment

<< Home