Thursday, November 02, 2006

الفرعون و من فرعنه - أكشن تاني مرة

التعليقات على التدوينة السابقة هي دليل دامغ على فشلي الذريع - تاني - في توصيل فكرة بسيطة - و هي إن جمال مبارك هو من يحكم مصر حاليا - للقراء الذين تكبدوا مشقة الوصول إلى هذه المدونة من بين آلاف المدونات العربية (ربنا يزيد و يبارك). الفكرة هي أنني أتعامل مع التوريث بصيغة الماضي، على اعتبار أن الوريث يحكم و يأمر و ينهي و يعيث في أرض مصر فسادا بالفعل، و لن يزيده لقب "رئيس" أيا من السلطات التي يتمتع بها حاليا، بل ربما العكس.

أما مبارك الأب فمهمته في الفترة الحالية هي تأمين حكم مصر لسلالته لأطول فترة ممكنة. التحدي الأكبر لجيمي هو السيطرة على المؤسسة العسكرية، و أغلب الظن أن الوالد تفرّغ لهذا الملف حتى ينهي هذه المشكلة قبل أن يغافله عزرائيل. أما فيما يتعلّق بالشئون الداخلية و السياسة الخارجية و القوانين و الدساتير و المفاعلات النووية و الطلمبات الحبشية و "معدّاوي" السكك الحديدية فالوريث و رجاله قدّها و قدود.

ليس المقصود من الكلمتين دول تثبيط الهمم و إشاعة جو من الكآبة في الأوساط المعارضة للتوريث. الهدف هو التعامل مع الأمر الواقع بدلا من إنكاره. فاتورة التوريث بدأنا في دفعها بالفعل، سواء في صورة تنازلات سياسية لقوى خارجية أو قروض إضافية أو تغيرات اجتماعية و اقتصادية شديدة الخطورة داخل المجتمع المصري. من الضروري متابعة مظاهر الانتقال من ديكتاتورية الأب المدعومة بالمؤسسة العسكرية مع بعض المنتفعين إلى بلوتوقراطية الإبن المستندة إلى الرأسمالية غير الوطنية، و التي لا ترى في الشأن العام سوى مشروع هدفه الأول و الأخير هو الربح.

الأهم من ذلك هو الاستعداد لمرحلة ما بعد جمال مبارك، فمن الواضح إنه، و من قبله السيد الوالد، أصبح كارت محروق أمريكيا، و سيلقى مصير شاه إيران بعد أن يتم اعتصار أكبر قدر من التنازلات السياسية - داخليا و خارجيا - في عهده. إذا أضفنا إلى ذلك استناده داخليا لطبقة رأسمالية تحتفظ بالقدر الأكبر من أرصدتها في الخارج، فأي هزة سياسية أو اقتصادية في الداخل ستدفع بأساطيل الطائرات الخاصة شمالا عبر المتوسط، و سلمولي على ممدوح إسماعيل.ـ