Saturday, January 01, 2011

مازلنا في الغيبوبة

إذا ما هاجم ذئب جارك النوبي، هل ستترك الذئب و تلقي قصائد الأخوة بين الشمال و الجنوب؟
إذا تسللت أفعى إلى محل عملك و لدغت زميلة لك، أيصبح الحديث عن المساواة بين الرجل و المرأة هو غاية المراد من رب العباد؟
عندما كانت مدن القناة تحت الحصار و الاحتلال في 1956، هل اكتفت مصربالتغنّي بالترابط بين أهل القناة و أهل الوادي؟
عندما ذبحت طائرات العدو أطفال بحر البقر، هل خرج الصعايدة في مظاهرات ترفع لافتات "عاش الصعيدي مع الفلاح"؟

تركنا الجرح مفتوحاً لسنوات، فإذا به يتقيّح من أثر العبث الشعبي و الرسمي. أصبح الجرح نقطة ضعف مثالية لضرب من كانت قائدة الأمة العربية. لم نتعظ بما حدث في لبنان، و بما نراه يومياً في العراق و السودان و الصومال و اليمن، فإذا بنا نسير على نفس الطريق الملعون سكارى بما اجترعناه من جهل و فقر و قمع.

دعوا الدين جانباً للحظات و انظروا لما فعلناه بدنيانا. من العار أن نردد شعارات الأخوة و التسامح بين عنصري الأمة بينما اقتصر ذكر الأمة على كتب التاريخ. ما تبقى من تلك الأمة أوشك على أن يصبح لقمة سائغة على مائدة اللئام. خصخص النظام الأمة فأصبحت شركة بين بعض من هؤلاء اللئام، و امتثلنا لصفقات البيع و الشراء لشعب كامل كان يوما قاطرة الأمة العربية نحو التقدم. ذلك النظام الذي سيزيد شعبه تنكيلا بدلا من مواجهة من تجرأوا على استباحة دمائنا و امتهان كرامتنا.

كنت قد تمنيت أن يكون اعتداء الإسكندرية فرصة لتكاتف الشعب المصري و التفاته لمواجهة من يتربصون به، فإذا بالكثيرين يكررون ما أصبح الكل يحفظونه عن ظهر قلب من شعارات، فضلا عن جوقة النخبة المخصخصة التى مازال نشازها يصم آذاننا في كل وقت و حين. أوشكنا على أن نرى عدوا أمامنا، و نظاما أوشك على السقوط تقهقر ليختبئ خلفنا، فهل نفيق؟